جدل الطاقة الكونية: هل أحمد عمارة وارث للشيطان أم عرّاف للأمة الإسلامية؟

مقدمة:

في خضم تصاعد الاهتمام بمفاهيم الطاقة الكونية والعلاج البديل، يبرز اسم أحمد عمارة كشخصية مثيرة للجدل، تتأرجح بين اتهامات بالترويج للوثنية والتلاعب بعقول المسلمين، وبين من يرى فيه مرشدًا روحيًا يسعى لتقديم حلول شافية. هذا المقال يسلط الضوء على الأفكار التي يطرحها عمارة، ويحللها بعمق، ليكشف عن جذورها الفكرية وأبعادها الدينية، ويقدم للقارئ العربي الواعي نظرة نقدية متوازنة. هل هو حقًا وارث للشيطان كما يُتهم، أم أنه مجرد ضحية لخداع باطني أوقعه في براثن الضلال؟ وهل ما يطرحه من أفكار تتعلق بالطاقة الكونية والتأمل يتعارض حقًا مع جوهر العقيدة الإسلامية؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه من خلال هذا التحليل.

المعرفة الباطنية: منبع الوثنية والشرك

يعرض المتحدث في الفيديو رؤيته بأن المعرفة الباطنية، التي تنبع من الخواطر الداخلية والتأملات الذاتية، هي أصل كل الوثنيات والكفر في تاريخ البشرية. فكرة الاعتماد على الحدس والإلهام الداخلي، بدلًا من الوحي الإلهي الظاهر، هي نقطة الانطلاق التي يعتبرها المتحدث بداية الانحراف الديني. يرى أن الأديان الحق تأتي من الخارج عن طريق وحي إلهي واضح، وليس من خلال خواطر باطنية قد تكون مصدرها الشياطين. ويؤكد أن هذا التوجه الباطني يؤدي إلى الشرك، ويضرب مثلًا ببوذا الذي وصل إلى ما يعتبره “التنوير” عبر التأمل الباطني، وهو ما يراه المتحدث بداية لوثنية جديدة.

الطاقة الحيوية: صنم العصر الحديث

يتساءل المتحدث عما إذا كانت الطاقة الحيوية، التي يروج لها العديد من المعالجين، هي في حقيقتها صنم جديد، ولكن هذه المرة ليس مصنوعًا من الحجارة، بل من مفاهيم مجردة. يعتبر أن هذه الطاقة، التي يتم توجيهها والتأمل بها، تخدم الشيطان الأكبر (إبليس)، وأن ممارسيها يقدمون له خدمات عن طريق ممارسة تطبيقات الطاقة الحيوية المختلفة. يعرض فكرة أن العلاج بالطاقة ليس سوى مبالغة، وأن الكون مسخر لنا جميعًا بشكل طبيعي، ولكن هذه الطاقة المزعومة ما هي إلا وهم لم يثبت العلم وجودها.

“الكون يتحرك لتنفيذ ما تريد”: شرك خفي

ينتقد المتحدث بشدة فكرة أن الكون يتحرك لتنفيذ رغبات الإنسان، وأن التركيز على التخيل والتأمل يجلب الرزق والشفاء. يعتبر هذه الأفكار شكلًا من أشكال الشرك، حيث يجعل الإنسان الكون ندًا لله، ويعتقد أن الكون يستجيب لتخيلاته. يرى أن هذا الاعتقاد هو كفر أكبر، وأن الإنسان بذلك يعبد الكون بدلًا من الله. يشير إلى أن الشيطان يمد أتباعه بهذه الأفكار المضللة، ويعطيهم سلطانًا على من يتولونه، ويجعلهم يقدمون قرابين له في أجسادهم عن طريق ممارسة هذه التطبيقات.

العلاج بالطاقة: شهر عسل الإدمان

يشبه المتحدث العلاج بالطاقة بالإدمان، حيث يعيش الممارس في البداية في حالة من النشوة والراحة، ولكن سرعان ما تأتي مرحلة الحزن والانكسار وفقدان كل شيء. يرى أن التأمل وطلب الطاقة من الكون ما هي إلا خيال، وأن هذه الممارسات لا تجلب إلا الفقدان والضياع.

اليوجا: صلاة هندوسية محرمة

يصف المتحدث اليوجا بأنها صلاة هندوسية لها معاني تعبدية، وأن ممارستها من قبل المسلمين تعتبر فضيحة. يوضح أن اليوجا لا تنفصل عن الهندوسية، وأنها تقوم على فكرة وحدة الوجود، وأن الله يسكن في العالم المادي، وهو ما يتعارض مع العقيدة الإسلامية. ويؤكد أن ممارسة اليوجا كرياضة ما هي إلا ممارسة للسجود لصنم، وأن طقوسها مثل “تحية الشمس” هي عبادة للشمس التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم.

الشياطين في المساجد: خطر تشويه الدين

يحذر المتحدث من أن الشياطين ستجلس في مساجد المسلمين، وسوف يشوهون الدين من الداخل، ويتحدثون بالقرآن، ويضعون الكفر الهندوسي في صورة إسلامية. يرى أن هذا أخطر ألف مرة من الإلحاد الصريح، لأنهم يضللون الناس باسم الدين، ويجعلونهم يتبعون أهواء مستحدثة مثل العلاج بالطاقة والتأمل وطلب الكون بالتخيل.

تناسخ الأرواح: فكرة شيطانية متخلفة

ينتقد المتحدث فكرة تناسخ الأرواح، التي يؤمن بها الهندوس، ويعتبرها فكرة شيطانية متخلفة. يرى أن هذه الفكرة تنكر الحساب، وتقوم على أن روح الإنسان تنتقل بعد موته إلى كائن آخر، وأن الإنسان يعيش دورات حياة متعددة حتى تتطهر روحه وتتحد مع الله. يؤكد أن هذه الفكرة تتعارض مع القرآن الذي ينص على أن الإنسان يموت موتة واحدة، ولا يعود إلا ليوم القيامة.

الشامانات وتغيير الوعي: بوابة الشياطين

يشرح المتحدث كيف أن الشامانات، عن طريق طقوسهم وتأملاتهم، يغيرون وعي الناس، مما يفتح الباب أمام الشياطين لإلقاء خواطرهم المضللة. يرى أن هذه الخواطر، التي تأتي أثناء تغير الوعي، تتقبلها النفس بسهولة، وأن الشيطان يعبث بالإنسان في لحظات تغير الوعي.

العلاج بالطاقة: 70 تطبيقًا للعبث بالوعي

يعدد المتحدث مجموعة من تطبيقات العلاج بالطاقة، ويؤكد أنها كلها تعتمد على العبث بالوعي، وأنها في حقيقتها خدمة يقدمها الشيطان. يشير إلى أن هذه التطبيقات، مثل الوصول بارز والشعلة التوأم والإسقاط النجمي والبندول الإسلامي وقانون الجذب، ما هي إلا هلوسات شيطانية وممارسات كفرية.

السحر الأبيض: شرك مقنع

يؤكد المتحدث أن كل السحر شرك، سواء كان أبيض أو أسود، وأن السحر الطيب أو سحر المحبة ما هو إلا شرك مقنع. يوضح أن تقسيم السحر إلى أبيض وأسود ما هو إلا تقسيم اخترعته جماعة السحر الويكا، وأن السحر في حقيقته هو تلاعب بالعقول والأجساد عن طريق الشياطين.

مراكز العلاج بالطاقة: أوكار السحر والضلال

يعتبر المتحدث أن مراكز العلاج بالطاقة هي في حقيقتها مراكز تنشر السحر، وتعلم السحر، وتطلق الشياطين في بيوت المسلمين. يرى أن هذه المراكز تستخدم الخيال والتمائم والتعاويذ، وأنها تستغل حاجة الناس إلى الشفاء والراحة لتدخلهم في متاهة الشرك والضلال.

قوانين الاستحقاق: تأليه الذات وعبادة الشيطان

ينتقد المتحدث فكرة قوانين الاستحقاق، التي تقوم على أن الإنسان يحصل على ما يستحقه، وأن الكون يحقق له مراده إذا شعر بالاستحقاق. يعتبر أن هذه الفكرة هي شرك أكبر، وأنها تجعل الإنسان يعبد نفسه بدلًا من الله، وتجعله يشعر بالتأله والقدرة المطلقة، وهو ما يخدم الشيطان.

الدنيا: ليست دار الجزاء

يؤكد المتحدث أن الدنيا دار ابتلاء وليست دار جزاء، وأن الفكرة الهندوسية التي تعتبر أن كل مصيبة أو مرض هو نتيجة لأفعال سابقة ما هي إلا فكرة متخلفة. يرى أن الأنبياء كانوا أشد الناس بلاء، وأن هذا دليل على أن الدنيا ليست معيارًا لرضا الله أو غضبه.

التحصينات الشرعية: درع المؤمن ضد الضلال

يقدم المتحدث مجموعة من التحصينات الشرعية التي يجب على المسلم أن يحافظ عليها، مثل قراءة آية الكرسي والأذكار والأدعية، وتناول سبع تمرات من تمر العجوة، لكي يحمي نفسه من مكر الشيطان وفتنة العلاج بالطاقة.

الدعوة إلى الله: مسؤولية كل مسلم

يدعو المتحدث كل مسلم ومسلمة إلى أن يتحملوا مسؤوليتهم في التحذير من فتنة العلاج بالطاقة، وأن يعملوا على توعية الناس بخطورتها، وأن ينقذوا ما يمكن إنقاذه. يرى أن هذه الفتنة قد دمرت عقائد آلاف المسلمين، وأن هناك حاجة إلى حملة توعية شاملة لمواجهة هذا الإلحاد الروحاني.

ملخص المقال:

يقدم المقال تحليلًا نقديًا لأفكار أحمد عمارة المتعلقة بالطاقة الكونية والعلاج البديل، ويكشف عن جذورها الفكرية وأبعادها الدينية. يعتبر المقال أن هذه الأفكار ما هي إلا صورة من صور الوثنية والشرك، وأنها تخدم الشيطان الأكبر، وأنها تعتمد على المعرفة الباطنية التي تنبع من الخواطر الداخلية والتأملات الذاتية، بدلًا من الوحي الإلهي الظاهر. ويحذر من ممارسة اليوجا وتطبيقات العلاج بالطاقة، ويعتبرها ممارسات شيطانية تؤدي إلى تغيير الوعي وإدخال الإنسان في متاهة الضلال. وينتقد فكرة تناسخ الأرواح، ويعتبرها فكرة متخلفة تتعارض مع القرآن الكريم. كما يوضح أن مراكز العلاج بالطاقة ما هي إلا أوكار للسحر والضلال، وأن قوانين الاستحقاق ما هي إلا تأليه للذات وعبادة للشيطان. ويدعو إلى التحصن بالأذكار والأدعية، والتحذير من هذه الفتنة التي دمرت عقائد آلاف المسلمين، وأن مسؤولية التحذير تقع على عاتق كل مسلم ومسلمة.

خاتمة:

في الختام، يتبين لنا أن قضية الطاقة الكونية والعلاج البديل ليست مجرد مفاهيم روحية بريئة، بل هي أخطر مما نتصور، وأنها قد تكون بوابة واسعة للشرك والضلال، وتقود إلى الابتعاد عن جوهر الدين الإسلامي. من خلال هذا التحليل، يتضح أن أحمد عمارة، بغض النظر عن نواياه، يقدم أفكارًا تحمل في طياتها الكثير من الخطورة، وتتعارض مع العقيدة الإسلامية. لذلك، يجب على كل مسلم أن يكون حذرًا وواعيًا، وأن يتحصن بالتحصينات الشرعية، وأن يسعى لطلب العلم النافع، وأن يحذر من كل ما يمس عقيدته ودينه. إن معركة الوعي مستمرة، وعلينا أن نكون على قدر المسؤولية في مواجهة كل ما يهدد عقيدتنا وقيمنا. فهل نحن مستعدون؟

شاهد الحلقة كاملة ولا تنس التعليق والمشاركة

Exit mobile version