Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
عالم السياسة

داخل عقل ترامب: كيف يُفكر بالشرق الأوسط ؟

في حلقة مميزة من جسر بودكاست، ناقش الدكتور عبدالله الشايجي، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت والخبير في الشؤون الأمريكية، رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط في ولايته الثانية المحتملة. ترامب، الذي يُعتبر أحد أكثر الرؤساء الأمريكيين إثارة للجدل، يعود إلى الساحة السياسية بخطابات وأجندات قد تعيد تشكيل المشهد السياسي في المنطقة. فكيف يُفكر ترامب بالشرق الأوسط؟ وما هي تداعيات عودته على القضايا الإقليمية مثل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، الملف النووي الإيراني، والأزمات في سوريا واليمن؟

مقدمة: ترامب والعودة بقوة

مع استعداد ترامب لولاية رئاسية جديدة، تزداد التساؤلات حول رؤيته للشرق الأوسط. الرجل الذي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وأعطى الضوء الأخضر للاستيطان الإسرائيلي، وأشعل المواجهة مع إيران، يعود اليوم ليُعيد تشكيل المشهد السياسي. ولكن بأي أدوات؟ وما هي أولوياته في المنطقة؟

ترامب وإسرائيل: علاقة معقدة

دعم غير مسبوق أم حدود جديدة؟

ترامب يُعتبر أحد أكثر الرؤساء الأمريكيين دعمًا لإسرائيل. خلال ولايته الأولى، نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، واعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، وأطلق صفقة القرن التي قوبلت برفض فلسطيني وعربي واسع. ولكن هل سيستمر هذا الدعم في ولايته الثانية؟

وفقًا للدكتور الشايجي، ترامب يعتبر نفسه أفضل مفاوض في التاريخ الأمريكي، ويرى في إسرائيل حليفًا استراتيجيًا. ومع ذلك، فإن علاقته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليست وردية تمامًا. ترامب انتقد نتنياهو علنًا بسبب استمرار الحرب في غزة، ووصفه بكلمات قاسية في منشور على منصة Truth Social. هذه الانتقادات قد تكون رسالة واضحة لنتنياهو بأن ترامب لن يسمح باستمرار الحرب دون حدود.

الصهيونية الدينية وترامب

صعود الصهيونية الدينية في إسرائيل، ممثلة بسياسيين مثل إيتمار بن غفير وبيتسيل سموتريتش، يتزامن مع عودة ترامب. هؤلاء السياسيون يرون في ترامب حليفًا قويًا يمكنه منحهم الضوء الأخضر لضم الضفة الغربية وتوسيع المستوطنات. ومع ذلك، فإن ترامب قد يضطر إلى الموازنة بين دعمه لإسرائيل ورغبته في تحقيق إنجازات سريعة في المنطقة، مثل إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

الملف النووي الإيراني: هل سيسمح ترامب بضرب المفاعلات؟

التهديد الإيراني وردود الفعل المحتملة

أحد أكبر التحديات التي ستواجه ترامب في الشرق الأوسط هو الملف النووي الإيراني. ترامب انسحب من الاتفاق النووي عام 2018، مما أدى إلى تصعيد التوترات مع طهران. اليوم، تقول التقديرات الاستخباراتية إن إيران على بعد أسابيع من امتلاك سلاح نووي. ولكن هل سيسمح ترامب لإسرائيل بضرب المفاعلات النووية الإيرانية؟

الدكتور الشايجي يرى أن ترامب لن يسمح بذلك، لأنه يعلم أن أي ضربة إسرائيلية ستؤدي إلى رد إيراني عنيف ضد القواعد الأمريكية في الخليج. بالإضافة إلى ذلك، فإن ترامب يفضل الصفقات على الحروب، وقد يسعى إلى إبرام اتفاق جديد مع إيران لتجميد برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات.

سوريا واليمن: استراتيجيات ترامب

الانسحاب من سوريا أم البقاء؟

في سوريا، قد يختار ترامب تقليص الوجود الأمريكي، خاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد. ومع ذلك، فإن وجود القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا، حيث توجد حقول النفط، قد يجعل الانسحاب الكامل أمرًا صعبًا. ترامب قد ينسق مع تركيا، التي يعتبرها حليفًا مهمًا، لتحديد مستقبل الوجود الأمريكي في سوريا.

اليمن: تدريب لإيران أم مواجهة مباشرة؟

في اليمن، تستمر إسرائيل في قصف مواقع الحوثيين، وهو ما يراه البعض تدريبًا لمواجهة إيران. ترامب قد يسمح باستمرار هذه الضربات، لكنه لن يسمح بتصعيد كبير قد يؤدي إلى حرب إقليمية واسعة.

ترامب والعالم العربي: رسائل مختلطة

الجاليات العربية والتصويت لترامب

في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، صوتت نسبة كبيرة من الجاليات العربية لترامب، خاصة في ولاية ميشيغان. هذا التصويت كان بمثابة رسالة احتجاج ضد سياسات الرئيس جو بايدن في الشرق الأوسط، وخاصة دعمه غير المحدود لإسرائيل. ومع ذلك، فإن ترامب قد لا يكون الحليف الذي يتوقعه العرب، خاصة مع تعييناته لشخصيات موالية لإسرائيل بشكل مطلق.

خاتمة: ترامب والشرق الأوسط بين الصفقات والحروب

ترامب يعود إلى البيت الأبيض بخطاب قوي يدعو إلى جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى. في الشرق الأوسط، قد يحاول تحقيق إنجازات سريعة، مثل إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة أو تجميد البرنامج النووي الإيراني. ومع ذلك، فإن تعييناته لشخصيات متطرفة موالية لإسرائيل قد تعني مزيدًا من التصعيد في المنطقة.

في النهاية، يبقى السؤال الأكبر: هل يمثل ترامب انتقالًا لمرحلة جديدة في السياسة الأمريكية، أم أنه مجرد استمرار لسياسات سابقة بأساليب أكثر عدوانية؟ الإجابة ستحددها الأيام القادمة، ولكن ما هو مؤكد أن الشرق الأوسط سيبقى في قلب اهتمامات واشنطن، سواء أراد ترامب ذلك أم لا.

شاهد الحلقة كاملة ولا تنس التعليق والمشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى