Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
عالم السياسة

سقوط نظام الأسد: رحلة سوريا من القمع إلى الحرية .

مقدمة:

في عالمٍ تمزقه الصراعات وتتوارى فيه الحقائق خلف ستارٍ من التضليل الإعلامي، تبرز قصصٌ فرديةٌ تحمل في طياتها رسائل أملٍ وإصرارٍ على التغيير. قصة الإعلامي أحمد فاخوري هي واحدةٌ من تلك القصص التي تستحق أن تُروى، فهي ليست مجرد سيرةٍ ذاتيةٍ لرجلٍ شجاعٍ، بل هي مرآةٌ تعكس واقع الإعلام في ظل الأنظمة الديكتاتورية، وتكشف عن حجم المعاناة التي يكابدها الصحفيون الشرفاء الذين يرفضون الخنوع ويسعون إلى إيصال صوت الحقيقة. نتناول في هذا المقال محطاتٍ مفصليةً في رحلة فاخوري، بدءًا من نشأته في سوريا، مرورًا بعمله في التلفزيون السوري الرسمي الذي كان بمثابة بوقٍ للنظام، وصولًا إلى قراره المصيري بالانشقاق والهرب بحثًا عن الحرية، ثم عودته المؤقتة إلى سوريا بعد السقوط الوهمي للنظام، وانتهاءً بعمله في الإعلام الدولي. نهدف من خلال هذا السرد التحليلي إلى تسليط الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه الإعلام في تشكيل الوعي، وأهمية تحقيق العدالة الانتقالية كخطوةٍ أساسيةٍ نحو بناء مستقبلٍ أفضل لسوريا، وقوة الأمل في تحقيق التغيير المنشود، مهما طال الزمن ومهما بلغت التحديات.

1. الطفولة والنشأة في ظل نظام قمعي:

1.1. حلب وحماة: بين تناقضات النشأة وذاكرة مجزرة 1982:

وُلد أحمد فاخوري وترعرع في بيئةٍ سوريةٍ تحمل في طياتها تناقضاتٍ صارخةً، فقد جمعت نشأته بين مدينتين تحملان إرثًا تاريخيًا عريقًا، فمن جهةٍ كانت حلب بجمالها الأخاذ وعراقتها التي تشهد على حضاراتٍ تعاقبت على مر العصور، ومن جهةٍ أخرى كانت حماة التي لم تندمل جراحها بعد من هول مجزرة عام 1982، تلك المجزرة التي ارتكبها نظام حافظ الأسد بوحشيةٍ لا توصف، والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأبرياء. شكّلت هذه المجزرة المروعة وعي فاخوري المبكر حول طبيعة النظام القمعي الذي يحكم سوريا بالحديد والنار، وكيف أنه لا يتورع عن ارتكاب أفظع الجرائم في سبيل البقاء في السلطة، متجاهلًا بذلك كل القيم الإنسانية والأخلاقية. كانت المجزرة بمثابة جرحٍ غائرٍ في وجدان كل حموي، بمن فيهم فاخوري، الذي استقى منها درسًا مبكرًا في معنى الظلم والاستبداد.

“كانت مجزرة حماة بمثابة صحوة مبكرة لنا كجيل، تعلمنا منها أن النظام لا يتورع عن فعل أي شيء للبقاء في السلطة، وأن القمع هو وسيلته الوحيدة للسيطرة على الشعب.” – أحمد فاخوري

1.2. تأثير مجزرة حماة على الوعي الجمعي:

لم تكن مجزرة حماة مجرد حدثٍ عابرٍ في تاريخ سوريا الحديث، بل كانت نقطة تحولٍ فارقةٍ في الوعي الجمعي للسوريين، فقد تركت آثارًا نفسيةً عميقةً في نفوس الكثيرين، وزرعت الخوف والرعب في قلوبهم، مما دفعهم إلى الصمت والانكفاء على الذات خوفًا من بطش النظام. ولكن في المقابل، أيقظت المجزرة في نفوس البعض الآخر جذوة التمرد والرغبة في التغيير، وأصبحت دافعًا لهم للنضال من أجل الحرية والكرامة، وإن كان ذلك النضال في البداية محفوفًا بالمخاطر ومقيدًا بالسرية التامة. لقد أدرك هؤلاء أن الصمت لم يعد خيارًا، وأن السكوت على الظلم هو بمثابة مشاركةٍ فيه، وأن التغيير يتطلب تضحياتٍ جسامًا، لكنها تضحياتٌ ضروريةٌ من أجل مستقبلٍ أفضل للأجيال القادمة.

2. الإعلام السوري الرسمي: بين التضليل والرقابة:

2.1. العمل في التلفزيون السوري: واجهة النظام الزائفة:

التحق أحمد فاخوري بالعمل في التلفزيون السوري الرسمي، ليكون شاهد عيانٍ على كيفية استخدام الإعلام كأداةٍ دعائيةٍ في يد النظام، مهمتها الرئيسية هي تلميع صورة النظام وتزييف الحقائق وتضليل الشعب. كان الصحفيون في التلفزيون يخضعون لرقابةٍ صارمةٍ، ويُجبرون على الالتزام بالخط الرسمي الذي يمليه عليهم النظام، دون أي هامشٍ للحرية أو الاستقلالية. كانت مهمتهم تقتصر على ترديد ما يقوله النظام، وتصوير سوريا على أنها جنةٌ على الأرض، في حين أن الواقع كان مختلفًا تمامًا، فالفساد كان مستشريًا، والقمع كان يطال كل من يجرؤ على رفع صوته معترضًا أو مطالبًا بالإصلاح.

2.2. القيود المفروضة على الصحفيين وفبركة الأخبار:

كانت حرية الصحافة في سوريا مجرد وهمٍ، فالصحفيون كانوا يعيشون في ظل خوفٍ دائمٍ من الاعتقال والتعذيب، إذا ما تجرأوا على قول الحقيقة أو انتقاد النظام. كانت الأخبار تُفبرك بشكلٍ ممنهجٍ، لتصوير سوريا على أنها بلدٌ مستقرٌ ومزدهرٌ، ولإخفاء الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها النظام بحق شعبه. كان التلفزيون السوري الرسمي بمثابة مسرحٍ للدمى، يتحكم النظام في كل تفاصيله، ويستخدمه لبث الأكاذيب والدعايات المغرضة، بهدف السيطرة على عقول الناس وتشكيل وعيهم بما يخدم مصالحه. كان الصحفيون الشرفاء يعيشون صراعًا داخليًا مريرًا، بين ضميرهم المهني الذي يملي عليهم قول الحقيقة، وبين الخوف من بطش النظام الذي لا يرحم.

“كان الإعلام السوري الرسمي عبارة عن ببغاء يردد ما يقوله النظام، دون أي مساحةٍ للرأي الآخر أو الحقيقة. كنا مجرد أدواتٍ في يد النظام، نستخدم لتزييف وعي الناس وتضليلهم.” – أحمد فاخوري

3. الانشقاق عن النظام: قرارٌ مصيريٌ:

3.1. لحظة الحقيقة:

جاءت لحظة الحقيقة لأحمد فاخوري مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، تلك الثورة التي فجرت بركان الغضب المكبوت في صدور السوريين، الذين خرجوا إلى الشوارع مطالبين بالحرية والكرامة والعدالة. لم يعد بإمكان فاخوري الاستمرار في العمل في مؤسسةٍ إعلاميةٍ تابعةٍ لنظامٍ يقتل شعبه ويقصف المدن والقرى بالبراميل المتفجرة والصواريخ. كان عليه أن يختار بين ضميره المهني وبين ولائه للنظام، فاختار ضميره وقرر الانشقاق عن النظام، والوقوف إلى جانب الشعب السوري في مطالبه المشروعة. كان قراره هذا بمثابة إعلانٍ صريحٍ عن رفضه للظلم والاستبداد، وتأكيدٍ على أن الصحفي الحر لا يمكن أن يكون بوقًا للديكتاتورية.

3.2. الهروب من سوريا: رحلةٌ محفوفةٌ بالمخاطر:

كان قرار الانشقاق عن النظام بمثابة بداية رحلةٍ محفوفةٍ بالمخاطر، فقد اضطر فاخوري إلى الهروب من سوريا، تاركًا وراءه كل ما يملك: أهله وأصدقاءه وعمله وذكرياته. كانت رحلة الهروب شاقةً وخطيرةً، فقد كان عليه أن يتخفى عن أعين النظام وأجهزته الأمنية التي كانت تلاحق كل من يشتبه في معارضته للنظام. كانت رحلته أشبه برحلةٍ في المجهول، لا يعرف إلى أين ستنتهي به، لكنه كان مصممًا على المضي قدمًا في طريقه، مهما كانت التحديات والصعاب. كان يؤمن بأن الحرية تستحق التضحية، وأن الخوف من الموت يجب ألا يمنعه من السعي وراء حلمه في العيش في بلدٍ حرٍ وديمقراطي.

4. الاعتقال والتعذيب: تجربةٌ قاسيةٌ:

4.1. في أقبية المخابرات السورية:

لم يسلم أحمد فاخوري من بطش النظام حتى بعد هروبه من سوريا، فقد تعرض للاعتقال والتعذيب في الفروع الأمنية السورية، تلك الفروع التي كانت بمثابة جحيمٍ على الأرض، حيث يُمارس فيها أبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي بحق المعتقلين. ذاق فاخوري في تلك الأقبية ألوانًا من العذاب، وتعرض للإهانة والضرب والصعق بالكهرباء، وغيرها من أساليب التعذيب الوحشية التي تهدف إلى كسر إرادة المعتقلين وإذلالهم. كانت تلك التجربة القاسية بمثابة اختبارٍ حقيقيٍ لإيمانه وصموده، لكنها لم تزده إلا إصرارًا على مواصلة النضال من أجل الحرية والكرامة.

4.2. تأثير تجربة الاعتقال على القرار بالهروب النهائي:

كانت تجربة الاعتقال والتعذيب بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، فقد أدرك فاخوري أنه لا مكان له في سوريا في ظل نظامٍ كهذا، نظامٍ لا يحترم حقوق الإنسان ولا يقيم وزنًا لكرامة المواطن. قرر الهروب النهائي من سوريا، والبحث عن ملاذٍ آمنٍ في الخارج، حيث يمكنه أن يعيش بحريةٍ وكرامةٍ، وأن يمارس عمله الصحفي دون خوفٍ أو رقابة. كان قراره هذا بمثابة رفضٍ قاطعٍ للظلم والاستبداد، وتأكيدٍ على أن الحرية هي أغلى ما يملك الإنسان، وأنها تستحق أن يضحي من أجلها بكل شيء.

5. العودة الوهمية إلى سوريا: أملٌ لم يدم طويلاً:

5.1. الصدمة والفرحة بسقوط نظام الأسد (الوهمي):

في ديسمبر 2012، وبينما كان أحمد فاخوري يعيش في المنفى، تلقى خبرًا صادمًا ومفرحًا في الوقت ذاته: سقوط نظام بشار الأسد. لم يصدق فاخوري الخبر في البداية، فقد كان يعلم أن النظام متجذرٌ في السلطة، وأن سقوطه ليس بالأمر السهل. لكنه سرعان ما استسلم لفرحةٍ عارمةٍ، وقرر العودة إلى سوريا بعد غيابٍ طويلٍ، ليشارك شعبه فرحة الانتصار، وليساهم في بناء سوريا الجديدة، سوريا الحرية والكرامة. كانت عودته بمثابة حلمٍ تحقق، فقد كان يتوق إلى العودة إلى وطنه، إلى الأرض التي ولد فيها وترعرع، وإلى الأهل والأصدقاء الذين اشتاق إليهم كثيرًا.

5.2. العودة إلى سوريا: لقاءاتٌ مؤجلةٌ وأحلامٌ تتجدد:

عاد فاخوري إلى سوريا مفعمًا بالأمل والتفاؤل، وزار مبنى التلفزيون والإذاعة، الذي كان يعمل فيه قبل انشقاقه عن النظام. التقى بزملائه القدامى، وتبادل معهم أطراف الحديث عن الماضي والمستقبل. كما التقى برئيس الحكومة المؤقتة، الذي كان مكلفًا بإدارة شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية. كانت تلك اللحظات مؤثرةً ومليئةً بالأمل، فقد كان فاخوري يرى في عودته إلى سوريا بدايةً لعهدٍ جديدٍ، عهدٍ يسوده العدل والمساواة والحرية. كان يتطلع إلى المساهمة في بناء وطنه الجديد، وإلى أن يكون جزءًا من التغيير الذي طال انتظاره.

5.3. اكتشاف الخدعة:

لكن سرعان ما اكتشف فاخوري أن خبر سقوط النظام كان مجرد خدعةٍ، وأن النظام لا يزال قابضًا على السلطة، وأن القمع والقتل والتدمير لا يزال مستمرًا. كانت خيبة الأمل كبيرةً، فقد تحطمت أحلامه وآماله على صخرة الواقع المرير. أدرك أن الطريق إلى الحرية لا يزال طويلاً وشاقًا، وأن النضال من أجل التغيير يجب أن يستمر. كانت تلك التجربة بمثابة درسٍ قاسٍ له، لكنها لم تثنه عن مواصلة النضال من أجل سوريا حرةٍ وديمقراطيةٍ، فقد كان يؤمن بأن الظلم لا يدوم، وأن فجر الحرية قادمٌ لا محالة.

6. الإعلام الدولي: منبرٌ للحرية:

6.1. العمل في بي بي سي والجزيرة:

بعد خروجه من سوريا، التحق أحمد فاخوري بالعمل في وسائل إعلامٍ دوليةٍ مرموقةٍ، مثل بي بي سي والجزيرة، اللتين تعتبران من أهم المنابر الإعلامية في العالم. كانت هذه فرصةً ذهبيةً له لتطوير مسيرته المهنية، وإيصال صوته وصوت الشعب السوري إلى العالم. استطاع من خلال عمله في هذه المؤسسات الإعلامية أن يكشف زيف الإعلام الرسمي السوري، وأن يسلط الضوء على معاناة الشعب السوري، وأن يفضح جرائم النظام وانتهاكاته لحقوق الإنسان. كانت تلك الفرصة بمثابة تعويضٍ له عن كل ما فقده في سوريا، فقد استطاع أن يمارس عمله الصحفي بحريةٍ واستقلاليةٍ، وأن يكون صوتًا لمن لا صوت لهم.

6.2. إيصال صوت السوريين إلى العالم:

استغل فاخوري منصبه في الإعلام الدولي لفضح جرائم النظام السوري، وتسليط الضوء على معاناة الشعب السوري، التي كانت تتفاقم يومًا بعد يوم. كان صوته منبرًا للحرية، ونافذةً للأمل في مستقبلٍ أفضل لسوريا. عمل بجدٍ واجتهادٍ لنقل الصورة الحقيقية لما يحدث في سوريا، بعيدًا عن التضليل والتزييف الذي كان يمارسه الإعلام الرسمي. كان يسعى إلى إيصال صوت السوريين الأحرار إلى العالم، وإلى حشد الدعم الدولي للقضية السورية. كان يؤمن بأن الإعلام الحر يمكن أن يلعب دورًا هامًا في تحقيق التغيير، وفي فضح جرائم الأنظمة الديكتاتورية.

7. العدالة الانتقالية: شرطٌ للمصالحة وبناء المستقبل:

7.1. أهمية محاسبة المسؤولين عن الجرائم:

يؤكد أحمد فاخوري في كل مناسبةٍ على أهمية تحقيق العدالة الانتقالية في سوريا، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوري، سواء كانوا من النظام أو من الجماعات المسلحة الأخرى. يعتبر أن العدالة هي شرطٌ أساسيٌ لتحقيق المصالحة الوطنية، وبناء مستقبلٍ أفضل لسوريا. يرى أن لا سلام دائم بدون عدالة، وأن الصفح عن المجرمين دون عقابٍ هو بمثابة تشجيعٍ لهم على ارتكاب المزيد من الجرائم. يؤمن بأن العدالة الانتقالية يجب أن تكون شاملةً وعادلةً، وأن تشمل جميع المتورطين في ارتكاب الجرائم، بغض النظر عن مناصبهم أو انتماءاتهم.

“لا يمكن أن تكون هناك مصالحة حقيقية في سوريا دون محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت. يجب أن يعلم كل من ارتكب جريمةً أنه سينال عقابه، وأن العدالة ستطاله مهما طال الزمن.” – أحمد فاخوري

7.2. العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية:

يرى فاخوري أن العدالة الانتقالية ليست مجرد عمليةٍ قانونيةٍ تهدف إلى معاقبة المجرمين، بل هي عمليةٌ مجتمعيةٌ شاملةٌ، تهدف إلى تضميد الجراح، وإعادة بناء الثقة بين السوريين، وتمهيد الطريق لمستقبلٍ يسوده السلام والعدل والمساواة. يؤمن بأن العدالة الانتقالية يجب أن تتضمن آلياتٍ للمصالحة الوطنية، مثل لجان الحقيقة والمصالحة، التي تهدف إلى كشف الحقيقة حول ما حدث في الماضي، وتعويض الضحايا، وإعادة الاعتبار لهم. يرى أن المصالحة الوطنية هي عمليةٌ طويلةٌ ومعقدةٌ، لكنها ضروريةٌ لبناء سوريا الجديدة، سوريا التي يتساوى فيها الجميع أمام القانون، وتصان فيها حقوق الإنسان.

8. رسالة أمل:

8.1. الظلم لا يدوم:

يختتم أحمد فاخوري مقابلته برسالة أملٍ وتأكيدٍ على أن الظلم لا يدوم، وأن التغيير ممكنٌ، مهما طال الزمن ومهما بلغت التحديات. يؤمن بأن الشعب السوري، الذي عانى الكثير من الظلم والقهر، سينتصر في النهاية، وأن سوريا ستعود يومًا ما حرةً وديمقراطيةً، ينعم فيها جميع أبنائها بالسلام والرخاء. يستمد فاخوري أمله من إيمانه العميق بعدالة القضية السورية، ومن صمود الشعب السوري وإصراره على نيل حريته وكرامته.

8.2. التغيير ممكن:

يدعو فاخوري السوريين في كل مكانٍ إلى التمسك بالأمل، وعدم الاستسلام لليأس والإحباط، فالطريق إلى الحرية طويلٌ وشاقٌ، لكنه ليس مستحيلاً. يؤكد أن التغيير ممكنٌ، وأن النضال من أجل الحرية والكرامة يجب أن يستمر، مهما كانت التضحيات. يدعوهم إلى التوحد والتعاون فيما بينهم، ونبذ الخلافات والصراعات، والتركيز على الهدف الأسمى، وهو بناء سوريا الجديدة، سوريا التي يحلم بها كل سوريٍ حر.

خاتمة:

قدمت لنا رحلة أحمد فاخوري، كما عرضناها في هذا المقال، صورةً حيةً عن واقع الإعلام في ظل الأنظمة القمعية، وكيف يمكن أن يتحول الإعلام إلى أداةٍ للتضليل والقمع والتعتيم على الحقائق. كما أبرزت أهمية دور الإعلاميين الشرفاء في فضح زيف هذه الأنظمة، والدفاع عن الحقيقة، وإيصال صوت الشعوب المقهورة إلى العالم. إن تجربة فاخوري تلهمنا وتذكرنا بأن النضال من أجل الحرية والعدالة لا يتوقف، وأن الأمل في التغيير يبقى حيًا ما دام هناك ضمائر حية ترفض الظلم والاستبداد، وتؤمن بأن فجر الحرية قادمٌ لا محالة، مهما طال ليل الظلم ومهما اشتدت وطأة الاستبداد. تبقى قصة أحمد فاخوري، وغيرها من قصص السوريين الأحرار، شاهدةً على أن إرادة الشعوب لا تُقهر، وأن صوت الحق يعلو دائمًا فوق كل الأصوات.

شاهد الحلقة كاملة ولا تنس التعليق والمشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى