سوريا الأسد: حربٌ على الأديان وتدميرٌ للإنسان – تحليل معمّق

مقالة مستوحاة من مقابلة الشيخ محمد العوضي حول سوريا، تتناول الحرب السورية من زوايا متعددة، مع التركيز على الجانب الديني والاجتماعي، بالإضافة إلى الأساليب السياسية المتبعة.
مقدمة:
تُغطّي هذه المقالة مقابلةً مُعمّقةً مع الشيخ محمد العوضي، حيث يُحلّل الوضع في سوريا خلال فترة حكم الأسد، مع التركيز على الأثر المدمر للحرب على الأديان والإنسان. يُناقش العوضي مجموعة واسعة من المواضيع، بدءاً من التاريخ المعقد للعلاقات بين سوريا والعالم العربي، وصولاً إلى الآثار النفسية والاجتماعية للعنف والظلم.
الظلم والطغيان: مذابحٌ و انتهاكاتٌ حقوقيةٌ جسيمة:
يبدأ العوضي حديثه بالحديث عن فظائع النظام السوري، مشيراً إلى مذابح مثل مجزرة حماه عام 1982، التي تُعتبر نقطة تحول في تاريخ الوعي السوري بالظلم والاستبداد. ويصف العوضي كيفية تحويل سوريا إلى “زنزانهٍ كبيرة”، مع وصفٍ دقيقٍ لانتهاكات الحقوق الإنسانية والمعاناة التي عاشها الشعب السوري. ويُسلّط الضوء على استخدام النظام لأساليب التخويف والترهيب للقضاء على أي معارضة، مما خلق شعوراً بالخوف والرعب عند الجميع.
دور النظام في محاربة الدين:
يُشير العوضي إلى دور النظام السوري في محاربة الدين، ليس فقط الإسلام، بل أيضاً الأديان الأخرى. ويُوضح كيف استخدم النظام أساليب متعددة لإضعاف الروحانية وتقويض المؤسسات الدينية، بما في ذلك الترهيب والقمع والتحكم في المؤسسات الدينية. ويُذكر استهداف النظام للرموز الدينية والعلماء، و قمع صلاة الفجر، كأحد أمثلة على محاربته للدين كأسلوبٍ من أساليب إخضاع الشعب.
التأثير الثقافي والفكري:
ينتقل العوضي إلى حديثه عن التأثير الثقافي والفكري للعيش تحت حكم النظام. ويُبرز دور الكتابات والعلماء السوريين، مثل حسن حبنك الميداني وعلي الطنطاوي، في تشكيل الوعي السوري بالهوية والانتماء. ويُشير إلى أهمية دور المثقفين في مواجهة النظام وتحدّي أفكاره وأيديولوجيته، مُسلّطاً الضوء على أهمية دور نزار قباني في التعبير عن المعاناة السورية.
المواقف السياسية والدبلوماسية:
يُناقش العوضي موقفه من النظام السوري، مُوضحاً أسباب معارضته له و مُبرّراً علاقاته مع بعض الشخصيات المُقربة من النظام. ويُشير إلى أهمية التفريق بين المواقف السياسية والأفكار الفكرية، مُؤكداً على أهمية التعامل مع الحقائق الموضوعية بشكلٍ منفصلٍ عن المواقف الشخصية. ويذكر موقفه من حركة حماس وسياستها في التعامل مع إيران، مُشيداً بإنسحاب حماس من دمشق.
الخاتمة: الأمل في سوريا الجديدة:
يختتم العوضي حديثه بالتأكيد على أهمية إقامة العدل و محاسبة المجرمين، مهما كان انتماؤهم. ويُشدّد على ضرورة التركيز على المشتركيات بين مكونات المجتمع السوري، و بناء سوريا جديدة قائمة على العدالة والسلام. ويُنهي حديثه بالتأكيد على أهمية التطبيق العملي للقيم الإسلامية، كبديلٍ عن التطبيقات المشوّهة والسياسية للدين.