أحمد الشرع يكشف رؤيته في حوار خاص

مقدمة:
في حوار تاريخي واستثنائي، يكشف الرئيس السوري أحمد الشرع، في أول لقاء تلفزيوني له بعد تنصيبه، عن تفاصيل حاسمة حول سقوط نظام الأسد، ورؤيته الطموحة لمستقبل سوريا. هذا اللقاء، الذي أجرته قناة تلفزيون سوريا، يقدم تحليلاً معمقاً للتحديات والفرص التي تواجه البلاد، ويكشف عن خطط جريئة لإعادة بناء سوريا، وتحقيق السلم الأهلي، وترسيخ الديمقراطية. انضموا إلينا في هذا المقال، لنستكشف معاً أبرز النقاط التي تناولها الرئيس الشرع، ونحلل دلالاتها وتأثيراتها المحتملة على مستقبل سوريا والمنطقة.
1. أسرار النصر: بين التكتيك العسكري والوعي السياسي
1.1. الإعداد الاستراتيجي في إدلب: مفتاح النصر
يوضح الرئيس الشرع أن سقوط النظام لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة تخطيط استراتيجي مُحكم، وإعداد دقيق استمر لمدة خمس سنوات في إدلب. تضمن هذا الإعداد تنظيم الصفوف، وتوحيد الفصائل العسكرية، وبناء مؤسسات قوية قادرة على تلبية احتياجات المجتمع.
- 1.2. تكتيكات ذكية: كيف هزمنا النظام بـ “الذكاء“
يشير الرئيس إلى أن المعركة اعتمدت على “الذكاء” بدلاً من “الجهد” المفرط. تميزت الخطة بالدقة والإحكام، مع التركيز على استغلال نقاط ضعف النظام، وتجنب نقاط قوته. تم تسريب معلومات مضللة للنظام حول توقيت ومكان الهجوم، مما أدى إلى تشتيت قواته وإضعاف دفاعاته.
- 1.3. دروس من الماضي: استغلال نقاط ضعف النظام في تحقيق النصر
يشير الرئيس الشرع إلى أن أحد أسباب نجاح الثوار هو أن النظام قد حشد كل قواته في مقدمة الجبهات، فبمجرد كسر الخط الأول، لم تكن هناك قوة احتياطية كافية للدفاع عن دمشق. لقد كان الثوار على وعي بنقطة الضعف هذه، واستغلوا ذلك لتحقيق النصر.
2. تحديات ما بعد التحرير: **إعادة بناء الدولة والمجتمع في سوريا
2.1. تركة ثقيلة: كيف نتغلب على تحديات إعادة الإعمار في سوريا؟
يؤكد الرئيس الشرع أن التحدي الأكبر يكمن في “التركة الثقيلة” التي خلفها النظام، من مؤسسات مفككة، وخدمات غائبة، وانهيار شامل على كافة الأصعدة. هذا بالإضافة إلى التساؤلات المشروعة التي يطرحها المواطنون حول آليات الترميم وإعادة البناء.
2.2. الموارد البشرية: رأس المال الحقيقي لمستقبل سوريا
يشدد الرئيس على أن “المورد الأساسي” لسوريا هو شعبها، بتنوع خبراته وكفاءاته، وقدرته على العمل الجاد. ويؤكد على أهمية الحفاظ على هذه الثروة الوطنية، من خلال دعم التعليم، وتوفير فرص العمل، وتشجيع الكفاءات على العودة إلى الوطن.
2.3. نموذج إدلب: هل يمكن تطبيقه في إعادة بناء سوريا؟
يشير الرئيس إلى أن “نموذج إدلب” يمكن أن يكون مفيداً في إعادة بناء سوريا، من خلال الانتقال من حكم الجماعات إلى حكم المؤسسات، ومن منطقة مصنفة “دون الدولة” إلى دولة مؤسسات حقيقية.
3. حكومة انتقالية شاملة: الكفاءة والانسجام فوق كل اعتبار في قيادة سوريا
3.1. تجاوز “اللون الواحد”: نحو حكومة تمثل جميع أطياف الشعب السوري
يؤكد الرئيس الشرع على أهمية تجاوز فكرة “اللون الواحد” في الحكومة، والاعتماد على كفاءات من مختلف الأطياف والتوجهات. ويشير إلى أن حكومة الإنقاذ في إدلب كانت متنوعة في حد ذاتها، وضمت خبرات من مختلف المحافظات السورية.
3.2. الانسجام: شرط أساسي لنجاح المرحلة الانتقالية في سوريا
يشدد الرئيس على أن المرحلة الأولى بعد التحرير تتطلب “فريقاً منسجماً” قادراً على استلام زمام الأمور بسرعة، والحفاظ على مؤسسات الدولة من الانهيار. وهذا لا يمنع من الاستعانة بالكفاءات العالية في المرحلة اللاحقة.
3.3. لملمة البيت السوري: خطوة ضرورية نحو مستقبل مشرق
يشير الرئيس إلى أنه أجرى لقاءات مكثفة مع شرائح واسعة من المجتمع السوري، من الداخل والخارج، بهدف “لملمة البيت السوري”، والتعرف على الكفاءات القادرة على المساهمة في بناء سوريا الجديدة.
4. السلم الأهلي: ضرورة حتمية لبناء مستقبل سوريا
4.1. نبذ الفرقة: طريق سوريا نحو الوحدة والازدهار
يؤكد الرئيس الشرع أن “السلم الأهلي” ليس ترفاً، بل “واجب” على جميع السوريين. ويشدد على أهمية نبذ الخلافات الطائفية والإثنية، والتركيز على الوحدة الوطنية، باعتبارها “العنصر الأساسي” لنهضة سوريا.
4.2. دروس من حلب: كيف حافظنا على السلم الأهلي بعد التحرير؟
يشير الرئيس إلى أن “طريقة الدخول إلى حلب” كانت حريصة على تجنب الانتقام، وإرسال رسالة طمأنينة إلى جميع الطوائف. ويؤكد على أن الدولة ستكون “ضمانة” لجميع الطوائف، بما فيها تلك التي كانت تستخدم لإيذاء الآخرين.
4.3. تكاتف وطني: نبني سوريا الجديدة معا
يوضح الرئيس الشرع بأنه يجب على جميع أطياف المجتمع التكاتف والعمل كيد واحدة لبناء سورية الجديدة.
5. فرض السيادة: تحديات الجنوب والشمال الشرقي في سوريا
5.1. ضبط السلاح: خطوة أساسية نحو تحقيق السيادة الكاملة على سوريا
يشير الرئيس الشرع إلى أن “ضبط السلاح” الذي كان في صف الثورة يمثل “أولوية” قصوى. ويؤكد أن هذا الأمر تم بسلاسة، بفضل تضافر جهود الفصائل وتوافقها على رؤية موحدة.
5.2. حوار الجنوب: نحو حلول سلمية في الجنوب السوري
يرى الرئيس أن الوضع في الجنوب “مضخم” في الإعلام، ويؤكد أن هناك تواصلاً دائماً مع الأهالي في السويداء ودرعا. ويشير إلى أنهم شاركوا في العمل تحت اسم “ردع العدوان”، وكان هناك تنسيق وثيق بينهم وبين قيادة الثورة.
5.3. تفاوض الشمال الشرقي: هل تنجح المفاوضات في تحقيق وحدة سوريا؟
يشير الرئيس إلى أن هناك “عملية تفاوض” جارية مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن وحدة سوريا، وضبط السلاح تحت سيطرة الدولة. ويؤكد أن الجميع، بمن فيهم قسد، متفقون على ضرورة وحدة سوريا.
6. بناء الجيش الوطني: الكفاءة والخبرة فوق الولاءات في حماية سوريا
6.1. جيش جديد: كيف نحمي سوريا بجيش وطني قوي؟
يؤكد الرئيس الشرع أن الجيش السوري السابق كان “متفككاً” و”محكوماً من الخارج”، ولم يكن قائماً على الولاء للوطن، بل على الولاء للعائلة أو الأشخاص. لذلك، فإن حله كان “خطوة إيجابية” في الاتجاه الصحيح.
- 6.2. كلية حربية: صرح جديد لتخريج قادة المستقبل
يشير الرئيس إلى أن الثورة قامت بإنشاء “كلية حربية” في إدلب، لتخريج ضباط مؤهلين، بالإضافة إلى وجود ضباط منشقين وضباط عسكريين في صف الثورة، اكتسبوا “خبرات عالية” خلال المعارك.
6.3. ضمانة وطنية: جيش يمثل جميع أطياف الشعب السوري
يؤكد الرئيس أن الجيش الجديد سيكون “جيشاً وطنياً بامتياز”، لأنه نشأ في ظل الثورة، وقاتل لإسقاط النظام. ويشدد على أن الضباط المنشقين سيحصلون على “حصة” في هذا الجيش، حسب كفاءتهم وخبرتهم.
7. الرؤية الاقتصادية: من الاشتراكية إلى السوق الحرة في سوريا
7.1. فريق اقتصادي: خبراء يضعون خطة لإنعاش الاقتصاد السوري
يوضح الرئيس الشرع أن الرؤية الاقتصادية لسوريا ستحدد من قبل “فريق اقتصادي واسع”، يضم خبرات عالية من السوريين في الداخل والخارج. هذا الفريق سيقوم بتحليل البيانات، ووضع خطة استراتيجية طويلة الأمد لإعادة هيكلة الاقتصاد.
7.2. بيئة استثمارية: مفتاح جذب الاستثمارات إلى سوريا
يشدد الرئيس على أهمية الابتعاد عن “النظام الاشتراكي” الذي كان يعتمده النظام السابق، والتحول إلى “اقتصاد السوق الحرة”، مع توفير بيئة استثمارية جاذبة، وقضاء منصف، واستقرار أمني، وحماية لحقوق الملكية.
7.3. فرصة استثمارية: كيف نحول النكبة إلى فرصة لإعادة الإعمار في سوريا؟
يرى الرئيس أن “النكبة الكبيرة” التي حلت بسوريا تمثل “فرصة استثمارية كبيرة جداً”، لأن البلد بحاجة إلى كل شيء. ويشير إلى أن العديد من الدول أبدت استعدادها للاستثمار في سوريا، خاصة في القطاعات الزراعية والصناعية.
7.4. توفير فرص عمل: طريق سوريا نحو الازدهار والرخاء
يشدد الرئيس على أن الاستثمار الناجح سيوفر “فرص عمل كبيرة” للسوريين، ويساهم في خفض معدلات البطالة، وزيادة الإنتاج المحلي، وتعزيز الصادرات.
8. اللاجئون والنازحون: عودة كريمة ومستقبل آمن في سوريا
8.1. بناء صحيح: الأسس الصلبة لعودة اللاجئين وإعادة الإعمار
يؤكد الرئيس الشرع على أهمية “بناء الأسس الصحيحة” للدولة، من خلال الحفاظ على السلم الأهلي، وضبط السلاح، وتوفير بيئة استثمارية جيدة. هذا سيشجع اللاجئين والنازحين على العودة إلى ديارهم.
8.2. توفير الرزق والأمن: ضمانة لعودة كريمة إلى سوريا
يشدد الرئيس على أن مهمة أي سلطة هي “توفير الرزق والأمن” للناس. فإذا توفر هذان العنصران، سيعود جميع اللاجئين، لأن “طبيعة البشر تذهب خلف الماء والكلأ”.
9. العلاقات الخارجية: سوريا في قلب العالم
9.1. موقع استراتيجي: قوة لسوريا في علاقاتها الدولية
يؤكد الرئيس الشرع أن سوريا ليست “جزيرة معزولة”، بل دولة مهمة جداً، تقع في “قلب العالم”، ولها موقع استراتيجي هام. لذلك، فإن بناء علاقات جيدة مع دول العالم يمثل “أولوية” قصوى.
9.2. تطمين الجيران: خطوة نحو بناء الثقة والتعاون الإقليمي
يشدد الرئيس على أهمية “تطمين” دول الجوار، وإعادة لسوريا مكانتها وروابطها الإقليمية والدولية. ويشير إلى أن النظام السابق كان مصدراً للتوترات والاضطرابات في المنطقة.
10. رسالة إلى الشعب السوري: فعل لا قول
10.1. توحيد الشعب: هدفنا الأسمى في بناء سوريا الجديدة
يؤكد الرئيس الشرع أن الثورة استطاعت “تحرير سوريا بأكملها”، و”توحيد الشعب السوري”، رغم كل حالات الانقسام التي جرت.
10.2. خدمة الشعب: واجبنا ومسؤوليتنا في قيادة سوريا
يشدد الرئيس على أن كل ما يفعله هو “خدمة” للشعب السوري، و”خدمة” لله. ويؤكد أن إعادة بناء الدولة، وتموضعها إقليمياً ودولياً، يصب في صالح المجتمع بشكل مباشر.
11. الحرية: القانون هو الحكم
11.1. بناء القانون: ضمانة لحماية الحريات في سوريا
يؤكد الرئيس الشرع أنه يركز على “بناء القانون”، واحترامه من قبل الجميع. ويشدد على أن “الحريات” سيتم حفظها في القانون، مع وضع “أطر” قانونية تضمن عدم تحولها إلى فوضى.
12. نظام الحكم: جمهورية برلمانية
12.1. نظام جمهوري: الخيار الأمثل لمستقبل سوريا
يوضح الرئيس الشرع أن نظام الحكم في سوريا سيكون “جمهورياً”، مع وجود “برلمان” و”حكومة تنفيذية”، وفصل بين السلطات.
13. مؤتمر الحوار الوطني: خارطة طريق للمستقبل
13.1. لجنة تحضيرية: خطوة نحو حوار شامل يحدد مستقبل سوريا
يشير الرئيس الشرع إلى أنه سيتم تشكيل “لجنة تحضيرية” لمؤتمر الحوار الوطني، تقوم بإجراء مشاورات في مختلف المحافظات، ودعوة من يمثل الشعب السوري.
13.2. إعلان دستوري: يحدد شكل سوريا في المستقبل
يوضح الرئيس أن المؤتمر سيناقش القضايا الهامة في سوريا، ويخرج ببيان ختامي يؤسس لإعلان دستوري، يحدد شكل ومصير البلاد.
14. خارطة الطريق: انتخابات خلال 4-5 سنوات
14.1. بنية تحتية: شرط أساسي لانتخابات نزيهة وشفافة في سوريا
يقدر الرئيس الشرع أن الانتخابات ستحتاج إلى حوالي “4-5 سنوات”، بسبب الحاجة إلى “بنية تحتية واسعة”، وإعادة إنشاء المؤسسات، وإجراء إحصاء دقيق للسكان.
15. العدالة الانتقالية: توازن دقيق
يشدد الرئيس الشرع على أهمية تحقيق “العدالة الانتقالية”، مع الحفاظ على “السلم الأهلي”. ويؤكد أن العفو لن يشمل من ارتكبوا “جرائم منظمة”.
خاتمة:
في ختام هذا الحوار الشامل، يتضح أن الرئيس أحمد الشرع يمتلك رؤية واضحة وطموحة لمستقبل سوريا. رؤية تقوم على إعادة بناء الدولة، وتحقيق السلم الأهلي، وترسيخ الديمقراطية، وتوفير الرخاء والازدهار لجميع السوريين. هذه الرؤية، التي تجسدت في الأفعال قبل الأقوال، تبعث الأمل في قلوب السوريين، وتدعوهم إلى التكاتف والعمل معاً لبناء سوريا الجديدة. سوريا التي تستحقها الأجيال القادمة.